البندقية القياسية للجيش السعودي G 3
إعتمدت المملكة العربية السعودية – وحتى اللحظة - على الغرب فى تجهيز قواتها بالمنظومات الدفاعية العسكرية ، ولكن فى سبعينات القرن الماضي ، حدث تحول كبير ، عندما قررت القيادة السعودية البحث فى سبل الإكتفاء الذاتي في بعض أنماط الأسلحة والذخيرة . واجه السعوديين فى البداية مشكلة نقص التقنيين المدرّبين وقلة القوة البشرية الماهرة ( أجبر السعوديين فى هذه المرحلة على الإعتماد فى صناعتهم على المدراء المغتربين ، والمعونات التقنية الأجنبية ، والعمال الأجانب ) مما إضطرهم للبحث عن شركاء عرب لتأسيس صناعة عسكرية محلية Domestic Arms Production .
خلال ذات المرحلة ( فى السبعينات ) إرتبطت العربية السعودية مع كل من مصر، وقطر، والإمارات العربية المتحدة ، في تأسيس المنظمة العربية للتصنيع ( AOI = Arab Organization for Industrialization). هدف هذه المنظمة أو التجمع ، دمج رأسمال النفط الخليجي ، بقابليات الإنتاج المصري لتطوير صناعات عسكرية متنوعة ، وقد حدّد مكان العملية الإنتاجية والتطويرية بشكل رئيس على الأرض المصرية . وعلى الرغم من أن المصريين نفّذوا عدد من مخططات التعاون تحت مسمى هذه المنظمة ، إلا أن الخطة أخفقت وإنسحبت الدولة المساهمه فى هذا المشروع ، بسبب الغضب العربي من معاهدة السلام المصريه مع إسرائيل عام 1979 .
في 1985 صدر مرسوم ملكي من قبل الملك فهد رحمه الله ، لإنشاء المنشأة العامة للصناعات العسكرية General Establishment of Military Industries للإشراف والتنسيق لإقامة مشاريع صناعة الدفاع المحلية فى المملكة ، حيث إنصب العمل أولاً على تأسيس صناعة الأسلحه الخفيفة الخاصة ، وتم إختيار مدينة " الخرج " Kharj لإقامة هذه المنشأة ، وباشرت الشركة أولى أشكال تعاونها الجديد مع جمهورية ألمانيا الاتحادية ( ألمانيا الغربية ) لإنتاج بنادق ورشاشات وذخيرة تحت الترخيص rifles, machine guns, and ammunition ، وتم إختيار البندقية Heckler & Koch G3 لتكون عماد قوة الجيش والحرس الوطني السعودي . التوجه السعودي نحو التقنية الألمانية الراقية ، كان له مردوده الإيجابي على منتجاتهم والتي إتصفت بطبيعة الحال بالجودة ( قامت شركة ألمانية غربية ، ببناء مصنع فى العام 1990 لإنتاج قذائف الهاون ، كما كان هناك عقد لإنتاج ذخيرة مدافع الهاوتزر howitzer ammunition وذخيرة الدبابة ) .
فى منتصف الخمسينات سعت ألمانيا الغربية ، مثل الكثير من بلدان منظمة حلف شمال الأطلسي الأخرى، لإعادة تسليح جيشها بالعيار الأحدث 7.62 مليمتر والذي تم إعتماده كعيار قياسي لدول منظمة حلف شمال الأطلسي. الألمان فضّلوا أولا البندقية البلجيكية FN- FAL ، وتبنوها فى العام 1956 تحت إسم G 1 . ولأسباب واضحة أرادت ألمانيا صناعة بنادقها العسكرية الخاصة ، وحاولت شراء تصنيع رخصة ال FAL ، لكن بلجيكا رفضت الصفقة . لذا، إتّجه ألمانيا إلى تصميم بندقية آخر متوفر من الشركة الإسبانية CETME ، والمعروفه بإسم CETME mod . إشترت ألمانيا رخصة التصنيع لبندقية CETME وحوّلتها إلى شركتها Heckler und Koch وعدل التصميم بعض الشّيء ، وفي العام 1959 تم تبني هذه البندقية وأطلق عليها إسم G3 .
البندقية G3 من عيار 7.62 مليمتر ، يبلغ وزنها 4.5 كيلوغرام ، وحالياً هناك أكثر من 50 بلد يستخدم هذه البندقية فى قواته العسكرية ( مثل السعودية ، السودان ، اليونان، إيران، المكسيك، النرويج، باكستان، البرتغال، السويد، تركيا والعديد من البلدان الأخرى ) . السعوديين إختاروا تصنيع النسخ الأحدث G3A3 والتي تميزت بواقية يد من البلاستيك المقوى plastic hand guards بالإضافة إلى الأخمص stock الذي تم تصنيعه هو الآخر من البلاستيك ، كما أنتجوا النوع ذو الأخمص التلسكوبي المعدني القابل للتمدد telescope butt retractable . نظام الإطلاق إختياري ، بين الأمان أو الرمي المفرد أو الرمي الآلي Safe - Single shots - Full auto ، حيث يتسع مخزن الذخيرة لعدد 20 إطلاقة . السعوديون بالإضافة إلى ذخيرة هذه البندقية ، هم يصنعون قاذفة القنابل grenade launcher الخاصة بها ( توضع أسفل السبطانة ) من عيار 40 ملم والتي يطلق عليه HK79 ، والتي تستطيع رمي تشكيلة واسعة من ذخائر التشظية والخارقة للدروع . يصل المدى الفعال للبندقية إلى نحو 800 م ، إلا أنه عند تزويدها بمنظار بصري ، فإن دقتها فى الإصابة تصل إلى 600 م ( إصابة مؤكدة للنصف العلوي من جسم الإنسان عند هذا المدى ) .
فى الحقيقة لم نجد فى الشبكة ما يعيب هذه البندقية ، بإستثناء نقيصتين ، هما المخزن المحدودة ذخيرته ( 20 طلقة ) والعيار 7.62 ملم والذي تم إستبعاده من أكثر جيوش العالم المتطوره ، ولصالح العيار 5.56 ملم .
للمقارنة بين التأثير البالستي للعيارين 7.62 × 51 ملم الذي تستخدمه البندقية الألمانية G3A3 ، والعيار السوفييتي 7.62 × 39 ملم ، الذي تستخدمه البندقية AK 47 ، ويمكن ملاحظة الفرق فى دوران المقذوف والذي يميز طلقة البندقية الألمانية عن الروسية ، مما يعني أن تأثير الطلقة الألمانية أكثر شدة وفتكا بالمصاب ، من العيار المماثل للبندقية السوفييتية AK 47 .
وللتبسيط نقول ، أنه ينتج عن إصطدام المقذوف بالجسم ، تدمير الأنسجة الداخلية ، وهذا التدمير يكون على نوعين :
- التدمير الكلي للأنسجة ، وهو التدمير الذي يصيب الأنسجة الموجودة فى خط سير الرصاصة .
- التدمير الجزئي للأنسجة ، وهو التدمير الذي يصيب الأنسجة المحيطة بخط سير الرصاصة .
حجم الضرر الذي تحدثه إصابة مقذوف لجسم ، فى حال إخترقت الرصاصة الجسم وخرجت من الجهه الأخرى ، يكون هذا الضرر محدود نسبياً ( بسبب عدم إكتساب الجسم للطاقة الحركية الكامنة فى الرصاصة ) أما فى حال توقف الرصاصة فى داخل الجسم ، فإن ذلك يلحق أضرار شديدة بالجسم ، خصوصاً مع إنقلابها وتمزيقها للأنسجة والأوردة الدموية ..
إعتمدت المملكة العربية السعودية – وحتى اللحظة - على الغرب فى تجهيز قواتها بالمنظومات الدفاعية العسكرية ، ولكن فى سبعينات القرن الماضي ، حدث تحول كبير ، عندما قررت القيادة السعودية البحث فى سبل الإكتفاء الذاتي في بعض أنماط الأسلحة والذخيرة . واجه السعوديين فى البداية مشكلة نقص التقنيين المدرّبين وقلة القوة البشرية الماهرة ( أجبر السعوديين فى هذه المرحلة على الإعتماد فى صناعتهم على المدراء المغتربين ، والمعونات التقنية الأجنبية ، والعمال الأجانب ) مما إضطرهم للبحث عن شركاء عرب لتأسيس صناعة عسكرية محلية Domestic Arms Production .
خلال ذات المرحلة ( فى السبعينات ) إرتبطت العربية السعودية مع كل من مصر، وقطر، والإمارات العربية المتحدة ، في تأسيس المنظمة العربية للتصنيع ( AOI = Arab Organization for Industrialization). هدف هذه المنظمة أو التجمع ، دمج رأسمال النفط الخليجي ، بقابليات الإنتاج المصري لتطوير صناعات عسكرية متنوعة ، وقد حدّد مكان العملية الإنتاجية والتطويرية بشكل رئيس على الأرض المصرية . وعلى الرغم من أن المصريين نفّذوا عدد من مخططات التعاون تحت مسمى هذه المنظمة ، إلا أن الخطة أخفقت وإنسحبت الدولة المساهمه فى هذا المشروع ، بسبب الغضب العربي من معاهدة السلام المصريه مع إسرائيل عام 1979 .
في 1985 صدر مرسوم ملكي من قبل الملك فهد رحمه الله ، لإنشاء المنشأة العامة للصناعات العسكرية General Establishment of Military Industries للإشراف والتنسيق لإقامة مشاريع صناعة الدفاع المحلية فى المملكة ، حيث إنصب العمل أولاً على تأسيس صناعة الأسلحه الخفيفة الخاصة ، وتم إختيار مدينة " الخرج " Kharj لإقامة هذه المنشأة ، وباشرت الشركة أولى أشكال تعاونها الجديد مع جمهورية ألمانيا الاتحادية ( ألمانيا الغربية ) لإنتاج بنادق ورشاشات وذخيرة تحت الترخيص rifles, machine guns, and ammunition ، وتم إختيار البندقية Heckler & Koch G3 لتكون عماد قوة الجيش والحرس الوطني السعودي . التوجه السعودي نحو التقنية الألمانية الراقية ، كان له مردوده الإيجابي على منتجاتهم والتي إتصفت بطبيعة الحال بالجودة ( قامت شركة ألمانية غربية ، ببناء مصنع فى العام 1990 لإنتاج قذائف الهاون ، كما كان هناك عقد لإنتاج ذخيرة مدافع الهاوتزر howitzer ammunition وذخيرة الدبابة ) .
فى منتصف الخمسينات سعت ألمانيا الغربية ، مثل الكثير من بلدان منظمة حلف شمال الأطلسي الأخرى، لإعادة تسليح جيشها بالعيار الأحدث 7.62 مليمتر والذي تم إعتماده كعيار قياسي لدول منظمة حلف شمال الأطلسي. الألمان فضّلوا أولا البندقية البلجيكية FN- FAL ، وتبنوها فى العام 1956 تحت إسم G 1 . ولأسباب واضحة أرادت ألمانيا صناعة بنادقها العسكرية الخاصة ، وحاولت شراء تصنيع رخصة ال FAL ، لكن بلجيكا رفضت الصفقة . لذا، إتّجه ألمانيا إلى تصميم بندقية آخر متوفر من الشركة الإسبانية CETME ، والمعروفه بإسم CETME mod . إشترت ألمانيا رخصة التصنيع لبندقية CETME وحوّلتها إلى شركتها Heckler und Koch وعدل التصميم بعض الشّيء ، وفي العام 1959 تم تبني هذه البندقية وأطلق عليها إسم G3 .
البندقية G3 من عيار 7.62 مليمتر ، يبلغ وزنها 4.5 كيلوغرام ، وحالياً هناك أكثر من 50 بلد يستخدم هذه البندقية فى قواته العسكرية ( مثل السعودية ، السودان ، اليونان، إيران، المكسيك، النرويج، باكستان، البرتغال، السويد، تركيا والعديد من البلدان الأخرى ) . السعوديين إختاروا تصنيع النسخ الأحدث G3A3 والتي تميزت بواقية يد من البلاستيك المقوى plastic hand guards بالإضافة إلى الأخمص stock الذي تم تصنيعه هو الآخر من البلاستيك ، كما أنتجوا النوع ذو الأخمص التلسكوبي المعدني القابل للتمدد telescope butt retractable . نظام الإطلاق إختياري ، بين الأمان أو الرمي المفرد أو الرمي الآلي Safe - Single shots - Full auto ، حيث يتسع مخزن الذخيرة لعدد 20 إطلاقة . السعوديون بالإضافة إلى ذخيرة هذه البندقية ، هم يصنعون قاذفة القنابل grenade launcher الخاصة بها ( توضع أسفل السبطانة ) من عيار 40 ملم والتي يطلق عليه HK79 ، والتي تستطيع رمي تشكيلة واسعة من ذخائر التشظية والخارقة للدروع . يصل المدى الفعال للبندقية إلى نحو 800 م ، إلا أنه عند تزويدها بمنظار بصري ، فإن دقتها فى الإصابة تصل إلى 600 م ( إصابة مؤكدة للنصف العلوي من جسم الإنسان عند هذا المدى ) .
فى الحقيقة لم نجد فى الشبكة ما يعيب هذه البندقية ، بإستثناء نقيصتين ، هما المخزن المحدودة ذخيرته ( 20 طلقة ) والعيار 7.62 ملم والذي تم إستبعاده من أكثر جيوش العالم المتطوره ، ولصالح العيار 5.56 ملم .
للمقارنة بين التأثير البالستي للعيارين 7.62 × 51 ملم الذي تستخدمه البندقية الألمانية G3A3 ، والعيار السوفييتي 7.62 × 39 ملم ، الذي تستخدمه البندقية AK 47 ، ويمكن ملاحظة الفرق فى دوران المقذوف والذي يميز طلقة البندقية الألمانية عن الروسية ، مما يعني أن تأثير الطلقة الألمانية أكثر شدة وفتكا بالمصاب ، من العيار المماثل للبندقية السوفييتية AK 47 .
وللتبسيط نقول ، أنه ينتج عن إصطدام المقذوف بالجسم ، تدمير الأنسجة الداخلية ، وهذا التدمير يكون على نوعين :
- التدمير الكلي للأنسجة ، وهو التدمير الذي يصيب الأنسجة الموجودة فى خط سير الرصاصة .
- التدمير الجزئي للأنسجة ، وهو التدمير الذي يصيب الأنسجة المحيطة بخط سير الرصاصة .
حجم الضرر الذي تحدثه إصابة مقذوف لجسم ، فى حال إخترقت الرصاصة الجسم وخرجت من الجهه الأخرى ، يكون هذا الضرر محدود نسبياً ( بسبب عدم إكتساب الجسم للطاقة الحركية الكامنة فى الرصاصة ) أما فى حال توقف الرصاصة فى داخل الجسم ، فإن ذلك يلحق أضرار شديدة بالجسم ، خصوصاً مع إنقلابها وتمزيقها للأنسجة والأوردة الدموية ..
